25
يونيو
2019
|
14:04
Europe/Amsterdam

الطاقة الشمسية المركزة: الخروج إلى النور.

ملخص

أدرك العلم منذ سنوات عديدة قدرة الطاقة الشمسية المركزة على توفير الطاقة، وكان على التقنية أن تواكب النمو الهائل الذي يشهده قطاع الطاقة الشمسية المركزة، لتسخّر هذا المصدر غير المحدود للطاقة على نحو فعال من حيث التكلفة التجارية.

وعلى الرغم من تطور تقنيات الطاقة الشمسية المركزة في مناطق مختلفة من العالم في بادئ الأمر، فإنها كانت أفضل أداءً على نحو واسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك لتوفير القدرة التنافسية من حيث التكلفة والتوزيع مما جعل الطاقة الشمسية المركزة حلاً بديلاً لتوليد الطاقة بالطريقة التقليدية التي تستخدم الوقود الأحفوري كمصدرها الأساسي عادةً.

وتمثل مشاريع الطاقة الشمسية المركزة ذروة استثمار الطاقة على النطاق التجاري بفضل استخدامها لأحدث التصاميم وأكثر مواد البناء والتقنيات تطوراً، فضلاً عن قدرتها على وضع الاستدامة في محور عملها لتلبية الطلب المستقبلي على الطاقة.

وتعدّ "أكوا باور" من الشركات الرائدة عالمياً التي تستخدم تقنية الطاقة الشمسية المركزة في مجال توليد الطاقة المتجددة وتخزينها، ولديها محفظة من مشاريع الطاقة الشمسية المركزة العاملة وأخرى مازالت قيد الإنشاء، في كل من الإمارات العربية المتحدة والمغرب وجنوب أفريقيا.

اقتربت الشركة في إمارة دبي على سبيل المثال، من إنهاء العمل على المراحل الثلاث الأولى من "مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، ومازالت المرحلة الرابعة قيد الإنشاء حالياً، مما يجعل مشروع محطة "نور للطاقة 1" أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم.

ومن المتوقع أن تنتج المرحلة الرابعة من "مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" 950 ميجاواط من الطاقة المتجددة والنظيفة. وسيتم إنتاج هذه السعة من خلال ثلاثة أنواع مختلفة من تقنيات الطاقة الشمسية، منها إنتاج 100 ميجاواط من برج الطاقة الشمسية المركزة، و250 ميجاواط من الألواح الشمسية الكهروضوئية، و600 ميجاواط باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ للطاقة الشمسية المركزة.

وستضم منظومة برج الطاقة الشمسية المركزة سلسلة من عاكسات القطع المكافئ، وسيتم التحكم بكل مرآة على حدة بواسطة الكمبيوتر للحفاظ على توجيه نقطة المحرق في 70 ألف مرآة إلى مجمع الطاقة الشمسية الذي سيتم تثبيته على قمة برج بارتفاع 260 متر يحتوي على محلول ملحي يتمتع بخصائص تمكّنه من الاحتفاظ بالحرارة وإطلاقها ببطئ مع مرور الوقت، مما يجعله حل مثالي لتخزين الطاقة الحرارية. وعلى الرغم من أن حوض القطع المكافئ يولد الحرارة عند درجة حرارة منخفضة، تمتلك هذه التقنية الأكثر تطوراً ميزة التخزين الحراري بفضل طريق المحلول الملحي المصهور مما يمنحها ميزات التوزيع ذاتها.

ومن ثم يحول هذا المحلول الفائق التسخين الماء إلى بخار عالي الضغط تُنتِج منه التوربينات الكهرباء المطلوبة. وهكذا يستطيع مشروع محطة "نور للطاقة 1" توفير الطاقة التي تم توليدها عبر أشعة الشمس على مدار الساعة بفضل قدرة تخزينه الحرارية التي تصل إلى 15 ساعة من الكهرباء في محطة توليد الطاقة الشمسية المركزة.

وتشغّل "أكوا باور" أيضاً مجمع ورزازات للطاقة الشمسية بالمملكة المغربية، الذي يعدّ أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم حتى اليوم، وأنشئ في الموقع الأنسب لتلبية الاحتياجات المتزايدة على الطاقة التي يشهدها هذا البلد الطموح. ومع اقتراب الانتهاء من المرحلة الرابعة، سيتمكن المجمع من توليد إجمالي 580 ميجاواط، باستخدام مجموعة من تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية (70 ميجاواط) والطاقة الشمسية المركزة مع تقنية تخزين الطاقة الحرارية التي بإمكانها تخزين 7 ساعات من الطاقة (360 ميجاواط من تقنية حوض القطع المكافئ و150 ميجاواط من البرج المركزي).

أصبحت الطاقة الشمسية المركّزة اليوم حلاً قابل للتطبيق لتوفير الإمدادات المستمرة من الطاقة المولدة من الطاقة الشمسية. وإلى جانب الفوائد المتمثلة بانخفاض تكاليف الإنتاج، توفر هذه المحطات فرص عمل محلية مستدامة وفرص تدريب طويلة الأمد في مجال الصيانة والتطوير المستقبلي عبر مستويات متفوقة من الخبرة المحلية المتعلقة بهذه التقنيات.